لقد أوصى الامام الكاظم عليه السلام هشام بن الحكم في العقل لأنه مرتكز المعرفة ونور العلوم ... وقد سميت برسالة العقل ...
روي عن الامام الكاظم (عليه السلام) يا هشام : ان اللَّه تبارك و تعالى اكمل للناس الحجج بالعقول و نصر النبيين بالبيان و دلهم على ربوبيته بالأدلة ...
يا هشام :: ما بعث اللَّه انبيائه و رسله الى عباده الا ليعقلوا عن اللَّه فاحسنهم استجابة احسنهم معرفة . و اعلمهم بأمر اللَّه احسنهم عقلا و اكملهم عقلا ارفعهم درجة فى الدنيا و الاخرة .
يا هشام : ان للَّه على الناس حجتين :
حجة ظاهرة...
وحجة باطنة ...
فامّا الظاهره فالرسل والانبياء والائمة عليهم السلام....
وامّا الباطنة فالعقول ...
لا تسبوا عليا فانه ممسوس فى ذات اللَّه ...
« ان الله تبارك و تعالى بشرّ اهل العقل والفهم فى كتابه فقال : « فَبَشِّرْ عِبادِ ، الَّذينَ يَسْتَمِعونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعونَ أحْسَنَه اولئِكَ الَّذينَ هَديهُمُ الله وَاولئِكَ هُمْ اولُوا الاْءلْبابِ » .
يا هشام ان الله اكمل للناس الحجج بالعقول وافضى اليهم بالبيان و دلَّهم على ربوبيته بالادلَّاء فقال « وَإلهُكُمْ إله واحِدٌ لا إله إلَّا ) * هُوَالرَّحْمنُ الرَّحيمُ . إنَّ فى خَلْقِ السَّمواتِ وَالاْءرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ . . . لَاياتٍ . . . » الى قوله : « لَاياتٍ ( كذا ) لِقَوْمٍ يَعْقِلونَ » .
يا هشام ثم وعظ اهل العقل و رغَّبهم فى الاخرة فقال : « وَمَاالْحَيوةُ الدُّنْيا إلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدّارُ الاْخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذينَ يَتَّقونَ أفَلا تَعْقِلونَ » .
يا هشام ثم بيّن ان العقل مع العلم فقال : « وَتِلْكَ الاْءمْثالُ نَضْرِبُها لِلنّاسِ وَما يَعْقِلُها إلَّا الْعالِمونَ » .
يا هشام ثم ذمّ الذين لايعقلون فقال : « وَإذا قيلَ لَهُمُ اتَّبِعوا ما أنْزَلَ الله قالوا بَلْ نَتَّبِعُ ما ألْفَيْنا عَلَيْه ابائَنا أوَ لَوْ كانَ اباؤُهُمْ لا يَعْقِلونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدونَ » .
ثم ذمّ الكثرة فقال : « إنْ تُطِعْ أكْثَرَ من فِى الاْءرْضِ يُضِلَّوكَ عَنْ سَبيلِ الله إنْ يَتَّبِعونَ إلَّا الظَّنَّ وَإنْ هُمْ إلَّايَخْرُصونَ » .
يا هشام ثم ذكر اولى الالباب باحسن الذكر و حلَّاهم باحسن التحلية فقال : « يُؤْتِى الْحِكْمَةَ من يَشاءُ وَمن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ اوتِىَ خَيْراً كَثيراً وَما يَذَّكَّرُ إلَّااولُوا الاْءلْبابِ » .
يا هشام ان الله يقول : « إنَّ فى ذلِكَ لَذِكْرى لِمَنْ كانَ لَه قَلْبٌ » يعنى العقل .
و قال : « وَلَقَد اتَيْنا لُقْمنَ الْحِكْمَةَ » قال الفهم والعقل .
يا هشام ان لقمان قال لابنه : تواضع للحق تكن اعقل الناس . » .